فضل العمل في تنقية الماء ومعالجة الصرف
أفضل الصدقة على الإطلاق سقي الماء، لا سيما لمن احتاج إلى ذلك من إنسان أوحيوان، وأفظع الجرائم حرمان سقي الماء لمن قدر عليه، لمن احتاج إلى ذلك، وإليك الأدلة:
عن أبي هريرة قال النبي" ليس صدقة أعظم أجراً من ماء " حسنه الألباني.
روى أبو داود في سننه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أيُّ الصدقة أعجب إليك؟ قال: الماء؛ فحفر بئراً فقال: هذه لأم سعد".
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال سعد: "يا رسول الله، إن أم سعد كانت تحب الصدقة، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، وعليك بالماء، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن عبادة أن يسقي عنها الماء".
ثم قال معلقاً على أمره صلى الله عليه وسلم لسعد أن يتصدق عن أمه بالماء : فدل على أن سقي الماء من أعظم القربات عند الله تعالى، وقد قال بعض التابعين : من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء).
وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم "من حفر بئر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة" رواه البخاري في تاريخه وصححه الألباني
ومن الأدلة كذلك على فضل سقي الماء ما خرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج، فإذا كلب يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي؛ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: "في كل ذات كبد رطبة أجر".
وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم: "بينما كلب يُطيف برَكية، كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها – يعني خفها – فسقته، فغفر لها به". فهذه بغي من البغايا، وممن؟ من بني إسرائيل ، والمسقي كلب من الكلاب، فكيف بمن سقى إنساناً؟ بل وكيف بمن سقى مؤمناً موحداً فأحياه: "فكأنما أحيا الناس جميعاً".
جاء في ( صحيح الترغيب والترهيب) أصابت الامام الحاكم قرحة في وجهه ، قريباً من سنة ، فتصدق على المسلمين بوضع سقاية على باب داره ,فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وظهر الشفاء وعاد وجهه أحسن ما كان. وهذا امتثال لحديث (داووا مرضاكم بالصدقة) حسنه الألباني .
كان لرجل من بني غفار بئر تجري بالماء العذب يقال لها ( بئر رومة ) .. و كان يبيع الماء على المسلمين.. فشكا الصحابة إلى النبي صلى الله عليه و سلم .. فقال النبي: " من يشتري بئر رومة ليجعل دلوه مع دلاء المسلمين وله خير منها في الجنة " فأشتراه عثمان رضي الله عنه و جعل البئر وقفاً يشرب منها كافة المسلمين. الحديث رواه الترمذي
جاء في ( سير أعلام النبلاء) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج فقال له ابن المبارك اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقى الماء بالجنة جزاء وفاقاً، فقال صلى الله عليه وسلم :» أيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم«.
وبضدها تتميز الأشياء، فعلى العكس والنقيض ما خرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عذب الله امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
ولمن يعمل في معالجة الصرف وحماية البيئة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين " - رواه مسلم و في رواية له "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة , وفي رواية لهما "بينما يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له" جمع وترتيب/ محمد عبد الخالق خليفة |
<tbody>
</tbody>
المرفقات
-
276.5 KB المشاهدات: 69